وقع أكثر من 50 ديبلوماسيا بوزارة الخارجية الأمريكية على مذكرة داخلية تنتقد بشدة سياسة الولايات المتحدة في سورية وتطالب بضربات عسكرية ضد نظام بشار الأسد؛ لوقف انتهاكاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية الدائرة هناك. ووقع المذكرة 51 مسؤولا من وزارة الخارجية الأمريكية من المستوى المتوسط إلى المرتفع شاركوا في تقديم النصح بشأن السياسة تجاه سورية. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أول من ذكرت ذلك. وقالت الصحيفة نقلا عن نسخ من المذكرة اطلعت عليها إن المذكرة تدعو إلى تنفيذ «ضربات عسكرية موجهة» ضد نظام الأسد في ضوء الانهيار شبه التام لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في وقت سابق هذا العام.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجمعة: إن مذكرة داخلية بشأن سورية وقعها أكثر من 50 ديبلوماسيا أمريكيا «إعلان مهم» سيبحثه حين يعود إلى واشنطن. واضاف كيري خلال زيارة لكوبنهاغن: «إنه إعلان مهم وأنا أحترم العملية جدا جدا، ستتاح لي فرصة للاجتماع مع الناس حين أعود». وأضاف أنه لم يطلع على المذكرة بنفسه.
وقد نفت واشنطن أمس مزاعم روسية حول اقتراحها ضم المعارضة السورية إلى حكومة نظام الأسد. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن بلاده تتفق مع مقترح أمريكي بإشراك أطياف من المعارضة السورية في الحكومة الحالية.
وحذر بوتين على هامش منتدى اقتصادي في سانت بطرسبرغ من مصير سورية، لافتا إلى أنه إذا استمرت الأمور على ما هي عليه حاليا في سورية فإن البلاد ستنهار بشكل كامل.
وفي رد روسي سريع على المذكرة زعم المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أن التقارير حول دعوة موظفي الخارجية الأمريكية الرئيس باراك أوباما لضرب النظام السوري تثير قلق كل عاقل.
وأضاف كوناشينكوف متهكما، أنه إذا كان حل القضايا الهامة يتم عن طريق تصويت الموظفين في الخارجية الأمريكية، فإن ذلك يثير الاستغراب.
في غضون ذلك قتل 30 عنصرا من الميليشيات التابعة لإيران في ريف حلب الجنوبي شمال سورية. وأعلنت مصادر في المعارضة وجيش الفتح، وهو عبارة عن تجمع لفصائل سورية معارضة، أمس (الجمعة) أن فصائل «جيش الفتح» تصدت لهجوم قوات النظام وقتلت ما لا يقل عن 30 عنصراً من الميليشيات التابعة لإيران وأسرت عنصرا من «حزب الله اللبناني».